وفي اليوم الثالث رسالة إلى الحج محمد عفيف

عاجل

الفئة

shadow
*بقلم ناجي أمهز*

حضرة الحاج محمد عفيف،
بالامس كتبت مقالا عن هذا اليوم المجيد، وحتى هذه اللحظة لم أستطع الرد على الرسائل والتعليقات، لكثافتها، أو أشكر الذين استخدموا بتعليقاتهم ومقالاتهم مصطلح "طقوس المقاومة العسكرية" بدل "مناورة المقاومة العسكرية" لأن البندقية في يد المقاومة لها فلسفتها، لها لغتها، لها أهدافها، وبين بندقة المقاومة والمقاوم، قصة عشق تلازم الروح لا تعرف الانفصال أو الطلاق حتى تلتقي الروح أما بالنصر أو بآخر طلقة فتعود الطلقة من جديد تحت اسم الشهيد لتعيد الحياة والروح لأمة تنهض من جديد وتكمل مسيرتها نحو العزة والكرامة والحرية الأبدية.
حضرة الحاج
جميع الرسائل التي وصلتني رائعة لكن أجمل رسالة وتعبر حقيقة عن هذا الترابط والعشق والذوبان بالمقاومة، هي الرسالة التي وزعتها لإحدى الشخصيات الإيرانية التي قال بها "قتلتنا يا رجل، لو أنا اعرف لأتيت من إيران" لقد بكيت يا حج من كلماته التي جعلتني أشعر كم أنا مقصر اتجاه المقاومة، من إيران يتمنى أن يأتي إلى لبنان عشقا بالمقاومة وسيد المقاومة، بينما أنا وغيري من اللبنانيين نسأل ماذا قدمت لنا المقاومة.
حضرة الحاج محمد
كل الذين تناقلوا مقالي أينما كانوا، لم يتناقلوه لأنني كاتبا حذقا، أو فيلسوفا قادما من حضارة الإغريق، أو مكتشفا لنظرية جديدة، ولكن تناقلوا المقال لأنني عرفت أن أجسد ما في عقولهم عن المقاومة، حولت أفكارهم ومشاعرهم وكلماتهم إلى جمل لها وقع الموسيقى على الأذن ، ومشهدية قادرة أن تنظرها العين، فاندفعوا كموج البحر فرحا بان هذا ما يريدونه.
حضرة الحاج عفيف.
الإنسان بطبعه يكره الموت، ويخشى الحروب والدمار، ويهرب من مواجهة ضغوط الحياة، إلا في بيئة المقاومة، فإن الناس لا تخشى الحرب لأنها تدرك النصر، ولا تخاف صوت القذائف لأنها ستهتف لبيك يا نصر الله، ولا تهاب الموت لأنه في سبيل المقاومة شهادة، والشهداء لا يموتون، والجميع يتسابقون إلى كلمة فداء السيد، البيت والولد فداء السيد.
حج محمد عندما أسميت حضرتك قبل اعوام بمايسترو الإعلام المقاوم، لأنك تعرف كيف تجمعنا مثل فيالق الجيوش الجرارة في مواكب مهيبة منتظمة لها وقع الخطوات التي تزلزل الأرض.
لأنك تعرف كيف تستخرج منا كل هذه الطاقات التي تكون خاملة في أعماق أنفسنا المكتئبة، فتجمعها رغم تشتتها، وتقويها رغم ضعفها، وتساندها رغم وهنها، وتحولها بلحظة إلى فعل ينتج عنها أفكار وكلمات والكلمات تتحول إلى صور وموسيقى، وهذا العمل الضخم يتحول إلى ملحمة خالدة كملحمة هوميروس وحرب طروادة التي لم تنته.
حضرة الحاج شكرا، فقد استوطنت قلوبنا وعقولنا بصداقتك وتواضعك وكبر أخلاقك. 
شكرا على محبتك وإنصاتك إلينا، فإن غاب أحدنا أو مرض تسأل عنه  وتهتم به، لقد أصبحت كفاية حاجتنا، وخبزنا ودفئنا وحقلنا الذي نحصد خيره بالشكر والعرفان.
حج انا وغيري نعجز عن قول شكرا امام  ما قمت به من عمل جبار في معسكر الرضوان، والذي قلب الدنيا راسا على عقب، واصبح مانشيت اكبر الوكالات والفضائيات العالمية، وحديث الساسة الكبار والصغار، وتداعياته على العدو الاسرائيلي. 
ولكن استطيع ان اقول وبكل امتنان، شكرا لمن لم ينم رغم عدم نومه لأيام أو تهدأ روحه قبل أن يطمئن ان كل واحد منا أنه وصل بخير وسلامة.

الناشر

ام مهدي ام مهدي
ام مهدي ام مهدي

shadow

أخبار ذات صلة